Uncategorizedأخبار فنيةالتراثالرسم والفنالمسرح الفن الرسم السينماتقالدينا الجزائريةجمعيات نسائيةحواراتملهمات جزائريات

إحياء التراث الجزائري بين الفن والعمل الجمعوي حشلاف حكيمة: من المسرح إلى قعدات البوقالات للحفاظ على الهوية الثقافية.

ملهمات جزائريات

إحياء التراث الجزائري بين الفن والعمل الجمعوي
حشلاف حكيمة: من المسرح إلى قعدات البوقالات للحفاظ على الهوية الثقافية.

في ظل التحولات السريعة التي يشهدها العالم، يبقى الحفاظ على التراث مسؤولية مشتركة تتطلب جهودًا متواصلة. ومن بين الشخصيات التي كرست وقتها وجهدها لهذا الهدف، تبرز الناشطة الجمعوية والفنانة حشالف حكيمة، التي استطاعت المزج بين المسرح والعمل الجمعوي لإحياء العادات الجزائرية العريقة، خاصة من خلال “قعدات البوقالات” والنشاطات التراثية.
في هذا الحوار، تشاركنا السيدة حكيمة رحلتها، التحديات التي واجهتها، وأهم إنجازاتها في مجال الحفاظ على التراث.

كيف بدأت رحلتك في الفن والعمل الجمعوي؟ وما الذي دفعك إلى الاهتمام بالتراث؟

بدايتي كانت في التلفزيون، حيث شاركت في بعض الأفلام والمشاهد التمثيلية، ثم خضت تجربة “لغز الجريمة” الذي يُعرض على عدة قنوات. حبي للتمثيل والمسرح لم يكن وليد الصدفة، فقد كنت أرافق ابنتي إلى المسرح حتى توقفت بعد زواجها، لكن شغفي ظل حيًا، مما دفعني للعودة إلى هذا المجال.
عُرضت عليّ فرصة جديدة للتمثيل، لكن بشرط نزع الحجاب، فرفضت ذلك، وشعرت أن المسرح يمنحني حرية أكبر. قررت العودة إليه، وأصبحت أستاذة مسرح، حيث عملت في عدة دور شباب، ثم انضممت إلى جمعية الجاحظية، وبعدها إلى جمعية نور القلم، التي تتميز بأنشطتها الثقافية المتنوعة في مختلف المناسبات الوطنية والدينية.

ما هي أهم النشاطات التي تقومين بها خلال السنة؟

أنشط في الجمعيات الثقافية، وأشارك في الاحتفالات الوطنية مثل ذكرى الاستقلال، الأعياد الدينية، الأعراس التقليدية، وحفلات الختان. خلال شهر رمضان، أقدم جلسات “قعدات البوقالات” التي تعيد إحياء التقاليد الجزائرية العريقة. كما شاركت في مهرجانات ثقافية، من بينها مهرجان في الصحراء الغربية، حيث ألقيت قصائد متنوعة.
إلى جانب ذلك، كانت لي تجربة مع عدة فنانين بارزين مثل حسان بن سالم، سليم الشاوي، كريم مصباحي، سليم هليل، وفؤاد ومان، الذين قدموا لي نصائح وتوجيهات قيّمة.

ما هي أهمية قعدات البوقالات؟ وكيف ترين تفاعل الجمهور معها؟

“قعدات البوقالات” ليست مجرد تسلية، بل هي وسيلة لإحياء التراث وربط الأجيال الجديدة بماضيهم. الجمهور، خاصة النساء الكبيرات في السن، يتفاعلن معها بحماس لأنها تذكرهن بالماضي الجميل. حتى الشباب بدأوا يهتمون بها عندما نقدمها بطريقة مشوقة.

كيف ترين دور الجمعيات في الحفاظ على التراث الجزائري؟ وهل تجدين أن الشباب مهتمون به؟

الجمعيات الثقافية هي الحصن الذي يحمي التراث من الاندثار، لكنها للأسف لا تحظى بالدعم الكافي من الجهات الرسمية. التراث ليس مجرد لباس ولهجات، بل هو هوية كاملة يجب أن ننقلها للأجيال القادمة.
أما الشباب، فهم مهتمون بالتراث، لكن بدرجة محدودة مقارنة بتأثير التكنولوجيا والثقافات الأجنبية. لذا، نحتاج إلى وسائل حديثة لجذبهم، مثل تقديم التراث بأسلوب رقمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وإدخاله في السينما والموسيقى.

ما هي التحديات التي تواجهينها في مسيرتك؟ وكيف تتغلبين عليها؟

أبرز التحديات هي قلة الدعم المادي، حيث تعاني العديد من الجمعيات الثقافية من نقص التمويل، إضافة إلى غياب التغطية الإعلامية التي تبرز هذه الجهود. رغم ذلك، أواصل العمل بشغف، وأسعى للتعاون مع جمعيات أخرى وأشخاص يشاركونني نفس الرؤية للحفاظ على تراثنا.

ما هي رسالتك للنساء الراغبات في دخول المجال الجمعوي والفني؟ وما هي رؤيتك لمستقبل التراث الجزائري؟

رسالتي للنساء هي ألا يترددن في دخول هذا المجال، فالمرأة تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على التراث داخل الأسرة والمجتمع. يمكن لكل واحدة المساهمة بطريقتها، سواء عبر الفن، الجمعيات، أو حتى في حياتها اليومية.
كما انني ارى مستقبل التراث، مرتبطًا بمدى وعينا بأهميته. إذا عملنا معًا، ووضعنا يدًا بيد، يمكننا الحفاظ عليه رغم كل التحديات. لدينا ثروة ثقافية كبيرة يجب أن نحميها وننقلها للأجيال القادمة. أتمنى أن يكون هناك لقاء يجمع بين الجمعيات، المؤسسات الثقافية، والإعلام، للحديث عن أهمية إعادة إحياء العادات والتقاليد الجزائرية.

كلمة أخيرة

شكرًا للصحفية مليكة زاهي وجريدتكم المحترمة على هذا الحوار الشيّق، وعلى جهودكم في توثيق الثقافة والتراث الجزائري. أتمنى أن يستمر الإعلام في دعم مثل هذه المبادرات حتى تبقى عاداتنا وتقاليدنا حية للأجيال القادمة.

زاهي مليكة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى