تمكين النساء في النظم الغذائية: نحو عدالة رقمية وغذائية في المنطقة العربية

تمكين النساء في النظم الغذائية: نحو عدالة رقمية وغذائية في المنطقة العربية

في إطار أشغال المنتدى العربي للتنمية المستدامة المنعقد بالعاصمة اللبنانية بيروت، شارك وفد المجلس الشعبي الوطني في سلسلة من الجلسات المتخصصة تحت عنوان: “إعادة تصور مستقبل النساء في النظم الغذائية: تسخير العلم والتكنولوجيا والشراكات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.”

ركزت هذه الجلسات على التحديات العميقة التي تواجه النساء في المنطقة العربية داخل النظم الغذائية، حيث يشكل عدم المساواة بين الجنسين حاجزًا رئيسيًا أمام تحقيق تحول شامل ومستدام في هذا القطاع الحيوي. وتُعد النساء أكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، خاصة في ظل الأزمات المتكررة التي تعرفها المنطقة، ما يزيد من هشاشة أوضاعهن ويحدّ من مساهمتهن في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وسلط المشاركون الضوء على ضرورة تهيئة بيئة شاملة وعادلة، من خلال تسخير أدوات العلم والرقمنة والتكنولوجيا الحديثة لتمكين النساء، وتعزيز أدوارهن في مختلف مراحل سلاسل الغذاء والزراعة. كما تمت مناقشة العوائق التي تحول دون وصول النساء إلى الفرص الرقمية والعلمية، بدءًا من محدودية الوصول إلى التعليم التكنولوجي، وصولاً إلى غياب البيانات المصنفة حسب النوع الاجتماعي، التي تعد ضرورية لرسم سياسات فعالة.

وعرضت الجلسات عدة مبادرات ناجحة من دول عربية اعتمدت على مقاربة مبنية على الأدلة والبيانات، تهدف إلى إدماج النساء في المنظومة الغذائية بشكل أكثر عدلاً واستدامة، سواء عبر التكوين، أو تسهيل الوصول إلى التكنولوجيا، أو عبر دعم المشاريع الريادية النسوية في مجال الزراعة الذكية.

أكد المتدخلون في ختام الجلسات أن مستقبل الأمن الغذائي في المنطقة لا يمكن أن يُبنى دون إشراك فعلي وفعّال للنساء، وأن كسر الحواجز الجندرية يُعد خطوة أساسية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، خاصة الهدف الخامس المتعلق بالمساواة بين الجنسين، والهدف الثاني المتعلق بالقضاء على الجوع.